عدم محدوديّة الله

قول إن الله غير محدود يعني أنه حر من كل القيود الكيفيّة. هذا يعني أن كل ما هو حقيقي عن الله هو حقيقي بدون حدود. هو لا يعني – كما يظن البعض أحيانًا- أن كل شيء يمكن أن يقال عن الله. فهو ليس شبيه بالحجارة بشكل غير محدود، هو ليس غير أمين بشكل غير محدود. ولكن أي شيء حقيقي عنه، هو حقيقي بدون قيود. فهو منعم بشكل غير محدود، محب بشكل غير محدود، حكيم بشكل غير محدود، عالم بشكل غير محدود. وفي بعض الأحيان نجد أن عدم محدوديته هي صفة فوقية. فهي إحدى الطرق التي يمكن من خلالها وصف كل صفاته. لذا، فإن أبديته هي غير محدودة في علاقتها بالزمن، وكلية حضوره هي غير محدودة في علاقتها بالمكان، وكلية قدرته هي غير محدودة في علاقتها بالمعرفة. لذا، فإن عدم محدودية الله هو هذا الحق الرائع عنه أنه لا يفتقر أبدًا للمصادر، هو غير محدود في أي شيء حقيقي عنه. أحد أهم الطرق التي تجعلنا مختلفين تمامًا عن الله، هي أننا نحن كمخلوقات محدودين بتعريفنا. فنحن محدودون في كل شيء ونعتمد على الله في كل شيء. وأمر رائع أن نعترف بهذا عندما نعرف أن الله الذي يهتم بنا عنده مصادر غير محدودة ليفعل هذا.